الثلاثاء، 21 يوليو 2009

إلى أمـــي




إلى أمـــي





رحمَ الحيـاةِ ونبعَهــا يتدفقُ
كيف الغصونُ بغيرِ مائِكَ تُـورقُ
يا دوحـةَ الإظلالِ في صحرائِها
والشمسُ في كبـدٍ لها تتألــقُ
يا نهرَ فيضِ الحُبِّ يجري سلسلاً
لولاك مـا سـَرَتِ الدمـاءُ تدفَّقُ
يا حِضنَ أمنِ القلبِ في خفقانـهِ
دفقُ الحيـاةِ تفيضُ فينا تُغـدقُ
يا بسمةَ الإشراقِ في ظُلماتِهـا
كيف الحياةُ بغيِر شمسِك تُشـرقُ
ما للثراءِ بغيـرِ جودِكَ بهجـةٌ
من غيـرِ عطفِـك كُلُّ فقرٍ يُطبِقُ
ما شابَ طفلٌ بالفـؤادِ لشيبـهِ
يُدنيهِ منـك على المشيبِ تعلُّـقُ
أنَّى نـرُدُّ لكَ الجميــلَ وبِرُّنا
ديْنٌ ، وبـرُّكَ بادىءٌ لا يسبـقُ
ولرُبَّمـا نُعطيهِ دفــعَ ملامـةٍ
وكأننــا بعطائِنـا نتَصَـــدَّقُ
والبـرُّ مِنكِ على الدوامِ منـزهٌ
فلكِ الحيـاةُ بما بـذلتَ تَحقِّـقُ
هـزِّى إلينا جـذعَ نخلتكِ التي
فَتِئت تجـودُ ورطبُهـا متأنِـقُ
مُـدِّي ظلالَكِ في سماءِ هجيرنا
لهبُ الحياةِ ملفَّـحٌ ، ومحــرِّقُ
دُلِّي إلى طُـرقِ الجِنانِ نَسِرْ بها
هيهات تُبلغُ بالعُقُـوقِ وتُطـرَقُ
أمَّـاهُ إنَّـا والحيـاةُ مليئــةٌ
بالهمِّ ، كِدْنَـا بالمهـالكِ نَغْـرَقُ
نرنُو إليكِ ونورُ وجهكِ مُشرقٌ
فنقولُ وجهـُك للفـؤادِ مُصـدقُ
لا تلهثِينَ بـذي الحياةِ وسَعيُنا
ظنَّ الـذي مِما يُكابـِـدُ يُـرزَقُ
أنتِ اليقينُ فليس يقتُلُك ِالضَّنى
فالعهـدُ بينـكِ بين ربـكِ مُوثَقُ
بكِ لم يـزلْ لي في الحياةِ تعلُّقٌ
وكذا الغصـونُ بها الثمـارُ تَعلَّقٌ
من أنتََ مِنـهُ مُقــدمٌ ومُعظمٌ
عمَّن إليكَ ومنـكَ ، يسمُو يَسمُقُ
أُمـاهُ إنِّي والحيـاءُ يلِفُّنــي
لم أدرِ من أيِّ الأزاهــرِ أَنْشَقُ
مِنْ خالِصِ الحـُبِّ النديِّ أنالُـهُ
حتى وقد شَرِبَ المشيبَ المفـرِقُ
أم من صَفاءِ الوُدِّ يغمرُنـي إذا
أقبلتُ ، قلبُـك حانيـاً يترفَّــقُ
أمْ من دوامِ العطفِ ليسَ يشُوبُهُ
أربٌ يموجُ كما يمـوجُ الزِّئبـقُ
إن غبتُ غابَ البِشرُ عنكِ زهادةً
لا تفرحيـن وشملُنـا مُتفــرِّقُ
ما العيدُ يومٌ نحتفـي بربوعـهِ
بكِ ، ثم ينسـى بعد ذاك مُشَـوَّقُ
العيدُ عـودٌ للرِّحـاب تلفُنــا
بالحُـبِّ قد تعِبَ الفؤادُ المُرهَـقُ
عيدٌ بأمِّكَ بهجــةٌ وسعــادةٌ
وبغيـرِ أُمِّـكَ عَبـرةٌ تترقـرَقُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق