الثلاثاء، 21 يوليو 2009

لدجلة والفرات

لدجلة والفرات



لدجلةَ والفراتِ هـوىً بنفسـي
يجِـلُّ عن التصبُّرِ والتأسِـــي
وهل لمُضاعَفِ الأشواقِ سلوى
وفي الإصبـاحِ تغمُـرُنا وتُمسِي
ومـا من مَرفـأٍ لسفينِ وجدٍ
تحُـطُّ رحالَهـا ، ولديهِ تُرسِـي
حـرامٌ هـذهِ اللقيا علينـــا
وكـلُّ حظُـوظِنا تَذكــارُ أمسِ
تعـذَّرَ أنْ تَلُمَّ الشمـــلَ أرضٌ
وقـد عِشنـا بِهـا برحابِ أُنسِ
أبغـدادُ التي قد كـان يُسْعَـى
لسـوحِ بهائِهـا من كـلِّ جنسِ
تُغـادرُ دوحَـكِ الأطيارُ تبكـي
وقد كان الغناءُ طقـوسَ عُـرسِ
وصـارَ غُرابُها المشئومُ نحساً
ومَنْ غيـرُ الدخيلِ غـرابُ نحسِ
منارَ المجدِ في العليــاءِ شوقاً
وخفقـاً بالفـؤادِ كخفـقِ نَقسِ
على ألقِ العروبــةِ حينَ يخبُو
وتفتِـــكُ فيـهِ ذُبيـانٌ بعبسِ
وينسـى إخْـــوةٌ وداً تجلَّـى
دُهــوراً لم يَشُبْـهُ قليـلُ لَبْسِ
ولكنَّ الذي قد جـاءَ يسعــى
لأجــلِ خرابِهـا مَنْ باتَ يُنْسِي
يـدقُّ عطـورَ منشََمِـِه جِهاراً
وهـل كـان الطَهورُ بشرِّ رِجسِ
فـلا تثِقـوا بمَنْ قد كان دوماً
لكـلِّ شعوبِنـــا إنـذارَ وَكسِ
وهل ترجــو الظباءُ ودادَ ذئبٍ
يفضُّ شِجـارَها بحديدِ ضِـرسِ
فيا مَنْ يستعينُ بسيفِ جــوْرٍ
على الإخـوانِ عدتَ بسوءِ تَعسِ
مــآربُ للكبــارِ وحظُّ فـردٍ
تُطيـحُ سَمُومُـهُ برقيقِ غـَرسِ
شعــاراتٌ ، ضــلالاتٌ ووهمٌ
نفـوسٌ للمذابـحِ ، شـرَّ بخسِ
وليسَ مقـاومٌ للبغـي فرضـاً
كمثـلِ عميـلِ شيطــانٍ أخسِّ
فذا مَنْ بــاعَ للأشـرارِ شعباً
وهـذا في الجِـلادِ عظيـمُ درسِ
أفيقــوا يا بنـي الأمجـادِ إنَّا
لمـا أنتُـم عليـهِ بِشرِّ بــؤسِ
وقـد كنَّـا وأنتُم خيرَُ عــونٍ
لمجـدِ عروبـةٍ نقــوَى ببأسِ
سلامـاً يا بـلادَ الشِّعــرِ إنِّي
يحنّ إليـهِ في بغـدادَ طُرســي
وهل كالبحتــريِّ يصونُ نفساً
عن الدَّنسِ المَعيِبِ وكــلِّ جِبسِ
وهل مثـلُ الرشيدِ نهىً وعزماً
غـدا للماجـدينَ ذُرا التَّأســي
وهل كالرافـدينِ رحيقَ شهـدٍ
وعـزا ، والورَى من غيرِ فِلسِ
وهل كنبوخـذ نصَّرَ حين أجْلَى
شِـراراً ، قد تركنــاهُم بِقُدسِ
وهل من مِـرْبَدٍ للشعــرِ أبهى
تـروحُ بهِ القصـائدُ خيرَ عنسِ
تهونُ مصائبُ الدنيــا وتمضي
شـدائدُ تستحيـلُ شــديدَ تُرسِ
وبعـدَ عـداوةٍ ، ألـــقٌ وودٌ
بخـزرجَ صـارَ أنصارٌ وأوسِ
سلامـاً يا رفاقَ المجـدِ إنِّــي سيصدُقُ ما ظننتُ بكُم وحَدْسـي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق