الثلاثاء، 21 يوليو 2009

تودد .. وصدود

تودد .. وصدود



غمـرَ الفقـيرَ مِنَ الغنيِّ تـوددُ
وأشاحَ بالصـدِّ الشقىُّ المبعَــدُ
وأتى العزيـزُ إلى الذليلِ تقربـاً
بذلَ الـودادَ إلـى العبيدِ السَّـيدُ
عجباً لِمَنْ قد جفَّ ريقُ حلوقِهم
ودنا إليهم في الجفـافِ المـورِدُ
مًنْ في السَّقامِ أتاهُمُ الطبُ الذي
يشفيهمو ، والبابُ منهم موصـَدُ
مَنْ بالعطـاءِ وقد تناثـرَ من يدٍ
ردَّت عليــهِ وبالجحـوداتِ اليدُ
يا ويـلَ مَنْ لم يكتـرثْ بعزُوفِهِ
فلهُ الوعيدُ إذا دهـاهُ الموعِــدُ


مَنْ لم يزلْ رغمَ الوعيدِ ووعدِهِ
يمضـي بغيٍّ ظنَّ مَنْ سيُخلَّــدُ
مَنْ لم يقمُ بالواجباتِ على الذي
شـرعَ الهـداةُ وقـد أتمَّ مُحمَّـدُ
مَنْ لم يَرُدَّ على الــودادِ بمثلهِ
قـد هـامَ في ظُلَمِ الدُّجى يتـردَّدُ
لو لم يكُنْ مِن سوءِ ما يأتى بهِ
إلا العقُـوقُ , كفــاهُ رزءٌ مقعِدُ
قد أطمعَ الأغـرارَ أن رِحابَــهُ
ليستْ على نـَزقِ الغوايـةِ تَطرُدُ
قد كان فيها رغمَ كلِّ كبيــرةٍ
عند الرجـوعِ لِمنْ تراجـعَ مَقعَدُ
هلا خَجِلتَ وقـد رآكَ بمـوقفٍ
وقد انـزويتَ عن العيونِ ترصَّدُ
أن كانَ أهونَ ما خشِيتَ رقيبُـهُ
وأشدَّ ما تخشـى العبـادُ تنـدَّدُ


يا طولَ حبلٍ للظــلومِ يُطيلُـهُ
وبــهِ إذا لـم يستفِقْ سيُصَفَّـدُ
وخَطَ المشبُ الــرأسُ يُعلن أنَّهُ
قـد كادَ فـي ظُلَـمِ العفاءِ يوسَّدُ
وهناكَ ليسَ على الإبــاق تندُّمٌ
يُجـدِي وهـلْ في النائباتِ مؤيِّدُ
ذهبَ الذينَ على الضلالِ صَحِبتَهُمْ
عندَ الحِمَـامِ تفرقـوا وتبـدَّدوا
وبقِيتَ في الأصفادِ وَحدكَ صاغِراً
فـرداً أتيتَ وبالمهـالِكِ تُفْــرَدُ
أسفاً على مَنْ ضاعَ جُلَّ حياتهِ
بالغَـيِّ يسعـى، بالفسـادِ يُعربِدُ
هذى الرحابُ ولم تزلْ ترتادُهـا
زُمـرٌ لهـا ممـا أفـاءتْ حُسَّدُ
ما خابَ مَنْ قد رام طِيبَ نِوالِـهِ
ولهُ علـى عِظَـمِ العطـاءِ تجدُّدُ


فَـرَحٌ بعـودةِ مَنْ أنابَ وغبطـةٌ
فـرحَ المسافـرِ قد حواهُ الفدفَدُ
حتى إذا ما ضـاعَ رَحْــلُ بقائـهِ
وجـدَ النجيبـةَ بالحياةِ تُزغـرِدُ
يكفيكَ أنْ تـدعَ الغـرورَ وزيفَـهُ
وتجيءَ مِنْ خَلـعِ الهـوى تتجرَّدُ
فاطرقْ بأبـوابِ الضــراعةِ لائذاً
تَنَـلْ القبُـولَ فعفـوهُ لا ينفَــدُ
يا حظَّ مَنْ عَلِقَ الرجــاءُ بقلبــهِ
مَلَكَ الزمــامَ وقـد أُعيدَ المِقُوَدُ
صَغُرَتْ لديهِ الشامخــاتُ بزُهـدهِ
فيها ، وصُغـرى الصالحاتِ تُمَجَّدُ
وسَرَى يــرومُ الحقَّ لا يألـو بـهِ
جهداً ، إذا ما قـد تقاعسَ مُجهَدُ
مَنْ ذاقَ بالحُبِّ الودادَ ونشوةَ الـ
إخباتِ جافـى جانبيـهِ المرقـَدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق