الثلاثاء، 21 يوليو 2009

اليتيم
















اليتيم





رفقــاً بكلِّ مُعـذبٍ ويتيــمِ
فالرِّفقُ آيـةُ كُلِّ قلـبِ رحيــمِ
واليتمُ رُزْءٌ لا سبيـلَ لحملــهِ
إلا بالاستســلامِ والتَّسليـــمِ
فترفقـوا بالقابعينَ ببؤسِهــمْ
بالفعـلِ لا بالقــولِ والترنيـمِ
ولدٌ بـلا أهلٍ كبيتٍ سقفُـــهُ
قد خرَّ يُمطـرُ بالأسـى وهمُـومِ
يا للغريبِ بكـلِّ ناحيــةٍ لـهُ
من غيرِ ما قـد نـالَ جهلُ ظَلُومِ
وكأنهُمْ لم يكتَفُــوا بمصابـهِ
فغدَوْا مَعَ الأرزاءِ شَـرَّ رُجُـومِ

لا يعبئـونَ بغيـرِ من أباؤهُـم
يبـدُونَ في الأفاقِ زهـرَ نُجُـومِ
وكذا المُنـافقُ والمُداهنُ مالَـهُ
من مـأربٍ غيرِ النفـاقِ ذَميـمِ
ولربَّ كاسٍ لليتامـى اُترِعَـتْ
بالحُـزنِ بين الأهـلِ كيـدَ رَجيمِ
ولرُبَّمـا نـالَ اليتيمُ بغربــةٍ
مــا لا نُصدِّقُـهُ من التكــريمِ
صونوا اليتامى أنْ تُذلَّ نُفُوسُهم
أن يُترَكـوا هَمَـلاً بكــلِّ تُخُومِ
أن يَسألوا الصُّمَّ العطاءَ يُقيمُهمْ
أو يَسألوا العُميانَ وصفَ رُسُومِ
أو يطلبوا الأمواهَ من جُلمُـودَةٍ
صمـاءَ ليسَ عَطاؤهـا بِمَـُرومِ
بَلْ بادِرُوهم بالعطـاءِ وكفكِفُـوا
بالعطفِ دمـعَ مُعذَّبٍ مَكلُــومِ

لا تحسبُـوا هذا العطاءَ تفضُلا
هو حقُهم هو أوْجَـبُ المعلُــومِ
الدينُ والخُلـقُ القويمُ قوامـُهُ
والرفقُ بالضُّعفــاءِ شـأنُ كريمِ
مَنْ للضعـافِ البائسينَ بفقدِهم
للأهـلِ ، للإيثـارِ ، للتضمِيـمِ
مَنْ للحيـارَى ليس يُرشدُهم أبٌ
من للصِّغـارِ بغيرِ حِضْـنِ رؤومِ
قُولـوا لهُم في يُتمِهم أباؤكُـم
والأمهــاتُ جميعُنـا بِلــزومِ
قُولوا لهُم بالفعـلِ لا بمجــردِ
الأقـوالِ ، قـولَ مُهذَّبٍ وحكيـمِ
ما اليتمُ عيبٌ والرسُـولُ إمَامكُم
قد فـاقَ في العليـاءِ كلَّ عظيـمِ
ما بين أهـلِ الفضـلِ أيتامٌ ولا
بين الكـرام ِكآبـةُ المحــرومِ


ليت اليتامـى يَظفَرونَ بِمسحـةٍ
بالعطفِ ، بالأفعـالِ والتصميـمِ
لا شيءَ يعدلُ في الدُّنا أن يلتقي
أهـلُ السَّخـاءِ بساحـةِ التَّقديمِ
أنْ يكلـؤا بالحُـبِّ أفئـدةٌ لها
أمـلٌ بكشـفِ عذابِهـا المحتُومِ
ليسَ اليتيمُ مَن استعـاضَ بوالدٍ
آلافُ أبــاءٍ ، وألــفُ نديـمِ
إن اليتيمَ من استُبيـحَ بقومـهِ
ولهُ مِـنَ الأهليـن لِدُ خصــومِ
لا تجعلـوا لليتمِ يومـاً واحـداً
ولهُ علـى الأيتـامِ ثِقلُ عُمـومِ
بل كلَّ يـومٍ كرمـوه وبارِكُـوا
خُطـواتِه الخضـراءَ كلَّ قُـدومِ
ولعلَّ قلبكِ إذ مَسَحـتَ برأسـهِ
أن يستريـحَ من اللَّظـى
بِنسيمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق