الثلاثاء، 21 يوليو 2009

من وحي الحج








من وحي الحج



يهفُو إليـكِ على الدوامِ فُؤادي
يا قِبلَــةَ الإنعــامِ والإسعـادِ
أسمَى الأمانـي أن أفوزَ بركعةٍ
في البيتِ في الحرمِ الجليلِ النَّادي
قد طالَ شوقـي والحياةُ قصيرةٌ
ولَكَـمْ أتـاحَ ليََ الكريـمُ مُرَادى
علِّي أطُوفُ بكعبةٍ وقـد انبـرَتْ
هـذي الجمـوعُ ترومُهـا بِمِعادِ
تُزجـي مطاياها وتركبُ مركبـاً
في الجـوِّ ، في الإبحارِ والإزبادِ
تحـدُو بِها الأمـالُ شوقَ تقبُّلٍ
للسعـي , للتَطْـوافِ , للأورَادِ
قـد أرخصــوا للهِ كُـلَّ مُحببٍ
للنفسٍ , مِنْ عَـرَضٍ ومِنْ أولادِ
وقفوا كيومِ الحشرِ قد ضاقتْ بِهم
جنبـاتُ مكةَ , واتسـاعُ الوادِى
لكنَّ رحمةَ مَنْ دَعا وسِعتهُمُــو
كرمـاً , لعاكِفِهم بهِ والبــادِى
يا لهفَ نفسـي يـومَ أوَّلِ ضمةٍ
للكعبـةِ الغـراءِ حِضنِ فُـؤادى
قلبـانِ : قلبٌ للدُنـى ومعـذَبِ
بالشـوقِ قد جُمعَا بخيـرِ بـلادِ
وإذا الطـوافُ وقد حباكَ بدورةٍ
دورانَ إدمـاجٍ بـذي الأبعــادِ
فَلَكٌ يدورُ وحولَ محـور قـدرةٍ
حتـى اللقـا بسـوحِ يـومِ تَنادِ
والموقفُ الجللُ المهيبُ برحمةٍ
بسطتْ بهِ للضـارعينَ أيـــادِ
جاشتْ قلوبُ الطالبينَ لِعفــوهِ
باهـى الملائكَ بافتقــارِ عِبـادِ
وإذا السلاسِبُ والقُراحُ بزمـزمٍ
ذهبتْ بأدواءِ العليـلِ الصـادِي
فإذا نضوْتَ عن الجُسُومِ رداءَها
هلاَّ نضــوْتَ لفائفَ الأحقــادِ
وبمثـلِ مـا لبَّيْـتَ لّبَّ مُنــادياً
للحقِّ يصـرخُ في الورَى ويُنادي
وإذا بلغتَ " يمينَ ربِّـكَ " فالتزمْ
باللَّثمِ غيـرَ مجـاوزٍ لســـدادِ
وإذا نزلتَ مِنًـى فَبِتْ برِحابِهـا
ثمَّ استفقْ مِنْ غفلـةٍ ورقـــادِ
وإذا رَميتَ الجمرَ فارمِ صواعقاً
نَزَغَاتِ نفسِــك قد دعتْ لفسادِ
وإذا ظَفِرتْ بروضِ طيْبةَ تنتقي
دُرَرَ العيونِ لَدَى الحبيبِ الهـادي
هذا محمـدٌ الذي خضعـتْ لـهُ
صِيدُ الجبابــرِ قد مَضتْ بِعنـادِ
هذا ابنُ آمنـة الكـريمُ ترققتْ
منـهُ الجـوانبُ ممعنــاً بودادِ
هــذا الذي لولاهُ ما بلغَ المُنَى
أحـدٌ , ولم نُـرزقْ بـأيِّ رشادِ
هذا الحفيُّ الهاشميُّ المُصطفى
هـذا البهـيُّ كوكـبٍ وقَّـــادِ
ما كنتُ قبلَ الوصـلِ أحسَبُ أنَّهُ
سيَـزيدُ نارَ الشوقِ قَـدْحَ زِنـادِ
ما الحـجُ أنْ تُزجِي لربكَ مركباً
بل أن تسـوقَ إليـهِ كـلَّ مُـرادِ
ليكُنْ رجـوعُكَ منهُ يـومَ ولادةٍ
مَـْن لي بعُمـرٍ بالصَّـلاحِ مُعادِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق