الثلاثاء، 21 يوليو 2009

من وحى المولد




من وحى المولد



شرفُ المقامِ عن البيانِ معـــوِّقُ
كيف السبيلُ إذا استهامَ مشـوَّقُ
إنْ لاذَ بالصَّمتِ المحبونَ انبـــرتْ
أشــواقُهُمْ تجتـــاحُهُم.تتدفَّقُ
أو أفصَحوا عجَزوا عن الوصفِ الذى
يشفيهُمـو مهمـا أجـادُوا نمَّقُوا
فهمو حيارَى بين إفصاحٍ علـــى
خجـلٍ وصمتٍ بالصبابـةِ يَخنقُ
عذراً أبا الزهـــراءِ إنْ كانَ الذى
أرجــو من النَّعمـاءِ لا يتحققُ
ألا بما لي من صفـاءِ مــــودةٍ
وبما حبـاهُ على القُصـورِ تعلَّقُ
كيف الحصاةُ تطالُ في صحــرائِها
شرَفَ النجــومِ بأفْقِهــا تتألَّقُ
بل كيفَ تصبُو في الغديرِ جنـادلٌ
للبحــرِ يبتلعُ القـلاعَ ويُغـرِقُ
لكنها الأشواقُ ليست ترعَــوى
والحـبُّ يكفـي إنْ تعثَّـرَ منطِقُ
ميلادُ أحمـد أَمْ مخاضُ ولادةِ الـ
إحسـانِ في أبهى المعاني يُخلَقُ
عَفَتِ المكارمُ بعد طولِ جفائِهــا
تبلـى المكـارمُ كالثيابِ وتَخْلَقُ
فأعدتَ فيها الرُّوحَ بعد سُباتِهــا
وهفا بها صـوبَ الحيـاةِ تَشوُّقُ
ورفعتَ للتوحيدِ سامِقَ رايـــةٍ
فغـدتْ بآفـاقِ الوضـاءةِ تخفِقُ
ونزعتَ خوفَ الحائرينَ بنعمةِ الـ
إيمـانِ قـرَّ مُسَهَّــدٌ ومـؤرَّقُ
وأضأتَ سُبْلَ السالكين إلى العُـلا
دَرَسَـتْ بشركٍ ثم عـادت تُطرَقُ
وجمعتَ أعرابَ الفلاةِ فأصبحـوا
قممَ الأنامِ بهم أضَـاءَ المشـرِقُ
وترفَّقتْ أكبـادُهم فتفطـــرتْ
أسفـاً على سَفَـهٍ بهِ قد أغرَقُوا
وتوزَّعوا في الناسِ رُسْلَ هدايةٍ
للحـقِّ في ظُلَـمِ الجهالةِ تُشرِقُ
وغدَوْتَ للإخــلاقِ خيرَ مثالِهَا
سَعِدَ الذين بمـا سنَنْتَ تخلَّقـوا
آثـرتَ عيشَ البائسينَ زهـادةً
لو شئـتَ نِلتَ بهِ الأطايبَ تُغدَقُ
وضممتَ أفذاذَ الرجالِ بساحــةٍ
فغـــدتْ بأنفاسِ الأزاهرِ تَعبَقُ
سلمانُ والفـاروقُ خيرُ أُخـوَّةٍ
وبـلالُ والصديقُ غُصـنٌ مُونِقُ
مَنْ لي بمَن في النازلاتِ فوارسٌ
وإذا ادلَهَمَّ الخطـبُ نارٌ تحرِقُ
وإذا أنـاخَ الليلُ في ساحاتِهـم
غمرَ العيونَ من الخشوعِ ترقرُقُ
فانظرْ أبا الزهـراءِ ذي أوطانُنُا
أزرَى بهـا بعد الـوِدادِ تفـرُّقُ
مِنْ بعدِ مـا عاشوا قروناً سادةً
أمسـى غـرابُ البينِ فيها ينعِقُ
أممٌ تداعتْ حول أضيـع قصعةٍ
تـربو علـى المليارِ وهى تَشَّدقُ
ميلادُ أحمدَ قد أهــاجَ لواعِجاً
نكـأَ الجـراحَ فلم تــزلْ تتفتَّقُ
مولاىَ أنْ تكُنْ الشكايـةُ أسرفتْ
فالجِيدُ منـكَ بمـا سنَنّْتَ مُطوَّقُ
فجزاكَ ربُّ العرشِ كوثَرَكَ الذي
دفـعَ الظِمـاءَ إليهِ يومٌ مُحـرِقٌ
وسقى الغمـامُ ربوعَ أحمدَ بُكرةً
وكـذا الأصيـلَ فنبتُهــا مُتأنِّقُ
ميـلادَ خيـر الرسلِ خيرَ تحيةٍ
من طِيبِ غرسِـكَ بالأباطحِ يُورِقُ
قد غادرَ الصَّدرَ الفؤادُ إذا انبرتْ
تسـري إليك على الهُيـامِ الأينقُ
فالحبُّ ميثـاقٌ وأوجـبُ ذمـةٍ
قد عـزَّ بعـدَكَ مَنْ يُحبُّ ويصدُقُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق