الثلاثاء، 21 يوليو 2009

إلى بغداد







إلى بغداد




لكِ في الفـؤادِ على الـدوامِ ودادُ
يا أُخـتَ بنتِ النيـلِ يا بغــدادُ
لكِ من صُنُوفِ الوجدِ ما بلغَ الذُّرا
ومضى الزمـانُ ولم يـزلْ يزدادُ
لكِ يا ابنةَ الأمجادِ إشراقُ العـلا
يهفـو إليـكِ بطوعـهِ ويُقــادُ
فنبُوخذ نصَّـرَ قد أقامَ ممالكــاً
قعـدت تُشيدُ بذكـرها آبـــادُ
هل سِحـرُ بابلَ غيرُ بعضِ مآثرٍ
شمخـتْ مدائـنُ بالخرابِ تُشادُ
ولحامُورابـي شِرعةٌ في ظلمـةٍ
كيـلا تـروِّع ظبيَهــا آســادُ


يا أرضَ سُومَـرَ والبهاءُ قلائدٌ
سطـعتْ بجيدكِ والورى أصفـادُ
يا مهدَ دجلـةَ والفراتِ روافداً
تُرجـى لديهـا نعمـةٌ وحَصـادُ
حيثُ الأحبـةُ بالضفافِ تجمعوا
تُتلـى عليهم في الهـوى أورَادُ
كم تحتَ أرضـكِ ثروةٌ وذخائرٌ
حُشـدتْ لنهـبِ كُنُوزهـا أجنادُ
والشعـرُ ما للشعرِ من متنفَّسٍ
فـي غيـرِ حِضنكِ لا تنامُ الضادُ
هل مِرْبدٌ للنـوقِ خيرُ قصـائدٍ
يصبـو لغيـرِ قِلاصهـا النُّقـادُ
كم ذا فتحتِ البابَ يحضِنُ قاصداً
كـم ذا تَقلَّـبَ في النَّدى قٌصَّـادُ
فالعُرْبُ بعضُ الأهلِ بل هُم أولٌ
فـي الرَّافـدينِ ، وهكذا الإرفَـادُ


ضاقـتْ بهم أوطانُهم فضَمَمتِهمْ
وشـدا بفيضِ سخائِـك الـورَّادُ
يا لهفَ نفسي يا كريمةُ ذا الذي
نَقِمَـتْ عليـكِ لأجلـهِ الحُسَّـادُ
يا لهفَ نفسي والشجونُ هَواطلٌ
كُثْـُر ، فـلا حصـرٌ ولا تَعـدادُ
أن يقسُوَ العـادونَ هذا عهدُهُم
ولنـا إذا ما دبَّــروا استـعدادُ
أما ذَووُ الأرحـامِ إنْ هُم باغتوا
فــأذلُّ شـيءٍ أنتَ حينَ تُصـادُ
يا خيرَ أبناءِ الرَّشـيدِ أمَا بَـدا
هذا الـذي بالرافـدينِ يُـــرادُ
فِـرَقٌ وأحـزابٌ وجمـعٌ ذاهلٌ
ذهبـتْ بِهمْ أطماعُهـمْ وعِنــادُ
كيف الوثوقُ بِمَنْ إذا ملَكَ الورَى
يفشـو الضـلالُ ويكثُـرُ الإفسادُ

هـل للذئـابِ إذا أسيلَ لُعابُهـا
غيــرُ الفــرائسِ تُبتغى وتُبادُ
مـا للذي قد كان هولُ فِعالــهِ
تُفــرى لنــا بنعالـهِ أكبـادُ
إلا بـأن نبقى أســارى مِنَّةٍ
يشقـى بهِ الأبنـاءُ والأحفــادُ
قوموا بني الأمجادِ قد بلغَ الزُّبى
سيـلٌ وحُـقَّ لذا اللظـى إخمادُ
أبنـاءُ هذا النيـلِ أهلُ محبـةٍ
لكمُـوُ ولحـمُ المنكِبين الــزَّادُ
والمـاءُ ماءُ العينِ لا نرضى بهِ
بدلا لسُقيـا أيُّهــا الأجــوادُ
سحبٌ وتمضـي والحياةُ مَراحلٌ
يـذْوِي السرورُ بسُوحِهَا ويُعـادُ
أبنـاءَ أرضِ الماجدينَ تحيــةً
من شعبِ مصرَ , لها الدماءُ مِدادُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق