الثلاثاء، 21 يوليو 2009

ياسينية الشهادة





ياسينية الشهادة

إلى روح المجاهد الشيخ / أحمد ياسين




عِشْ في جِنَانِ الخُلدِ والرَّحَمَـاتِ
يا شيخَنــا إنَّا مِنَ الأمــواتِ
العيشُ عَيشُ الرَّافضينَ لِذِلـــةٍ
والمـوتُ للراضينَ ذُلّ حيــاةِ
ما عاشَ مَنْ رَضِىَ الحياةَ ذليلـةً
ما مـاتَ مَنْ أفضى إلى الجنَّـاتِ
عَشِقوا الحياةَ فَسَالَمُوا واستسلَموا
واستمـرؤا الإذلالَ بالدّرَكَــاتِ
وعَشِقتَها بذلاً ونصـرةَ عاجــزٍ
فأقَضَّ عجـزُكَ مضجعـاً لِعُتـاةِ
يَسُ والقـــرآنِ إنَّــا معشـرٌ
حُرِموا بطولِ الصَّمتِ طَوقَ نَجاةِ
لا تعترينا صحـوةٌ أو نخــوةٌ
بإزاءِ ضيمٍ أو بوجـهِ طُغـــاةِ
صِرنا نخافُ الموتَ شأنَ أصاغرٍ
لا يعبئــونَ بما يجـيءُ الآتـى
أينَ الرجالُ ذووُ المروءةِ والنهى
أينَ انتضـاءُ العـزمِ والعزَمَـاتِ
قد هانتِ الدُّنيـا وهُنَّـا بعدمَـا
ذبحَ القـرودُ الشيخَ بعدَ صـلاةِ
فِعلَ الجبانِ فلا يواجِـهُ خَصمَهُ
بل بالخـداعِ وغـدرةِ الختـلاتِ
يسُ قد نِلْـتَ الشَّهادةَ وارتضتْ
هــذى الجمـوعُ تجرُّعَ الذِّلاَّتِ
ما قيمـةُ الصَّرخـاتِ لولا أنَّها
تنفيســةُ المكـروبِ بالأنَّــاتِ
نامتْ جيوشُ العُربِ في أحلامِها
صـدأَ السلاحُ أتى بقـوتِ عُراةِ
حَشَدوا الجنودَ حراسةً لعروشِهم
لا كـي تغيثَ الناسَ في الغَمَراتِ
حَرَسَتْ حدوداً من تدافعِ فتيـةٍ
طلبـوا الجهادَ لدحـرِ أهلِ شتاتِ
يا ضَيعـةَ الوطنِ السَّليبِ وأهلُهُ
يُزري بهم صهيـونُ كـلَّ غَـداةِ
شرِبُوا كؤوسَ الغدرِ شرَّ شماتةٍ
شـربتْ جموعُ العُربِ ذُلَّ سُباتِ
ما ضرَّهُم مادام يُذبَـحَ غيرُهـم
ولسـانُ حالهِمُـو يقولُ " حياتي "
والدورُ آتٍ لا محالـةَ حاصـداً
كلَّ الـذي في الرَّملِ من هامـاتِ
أُكِلُوا جميعاً يوم ضاعتْ قدسُهُم
لا تعبئــوا بصيامِهم وصَــلاةِ
هل مِنْ صلاحٍ يستجيبُ لدينِهـم
فقد اكتفـى الأعـرابُ بالنَّعَرَاتِ
أخذوا بكـلِّ طريقـةٍ وشريعـةٍ
عصفـتْ بنا في هــوةِ النكَبَاتِ
إلا شريعـةَ ربِّهـم قد أُبعـدَتْ
حتـى تسـودَ شريعـةُ الغَابـاتِ
يا قومَنَـا أذللتُمُـونا فارحلـوا
أوردتُمونــا مـوردَ الحَسَـراتِ
كنَّا نجوماً يستضىءُ بها الورَى
فأضعتمـونَا في دُجى الظلمـاتِ
كنَّا نجـودُ على العبـادِ بنعمـةٍ
ألجأتمُونــا لانتظـارِ هِبَــاتِ
هذا أوانُكِ يا شعوبُ فزمجِـري
لا تذعنِــي لأوامــرِ الإسكاتِ
بل سطِّـري بالبذلِ آمالاً لهـا
زمـنٌ بسجنِ القهـرِ والإعنـاتِ
يَسُ والجُـرحُ الذي فجَّـرتَـهُ
قـد لطَّـخَ العُربـانَ بالوصَمَاتِ
لاهُونَ في سَخَفِ الحياةِ وشعبُهُم
يلقـى العصابـةَ وحـدَهُ بثبـاتِ
ما عيشُنا ، ما قولُنا ، ما دورُنا
ما لم نكُنْ لديارِنــا بِحُمـــاةِ
ما لم نكُنْ عن دِيننـا عن أهلِنا
عن أرضِنــا حِمَمـاً بكلِّ غُزاةِ
فليمـرحِ الباغـونَ في ساحتِنا
ولنشــربِ الإذلالَ بالغُصــَّاتِ
ما دامَ باطِلُهُـم لَـهُ من بينِنـا
في زعمـهِ للسِّلمِ خيـرُ دُعـاةِ
حتى هُراءُ الشَّجبِ قد هَمَسوا بهِ
خوفـاً على الكرسـيّ والشَّاراتِ
صِرنا نرى الإرهابَ رؤيتَهُم لَـُه
فالدافعــونَ الضَّيمَ مثلُ بُغــاةِ
يَسُ والآلامُ طوفُــانُ الأسـى
عجِـزتْ عن استقصائِها زَفراتِى
لو أنَّهُم عَلِموا الشهـادةَ تُرتَجَى
بَخِلـوا عليـكَ بها كـدأبِ قُساةِ
أُبْدِلتَ بالكرسيِّ مقعـدَ صـادقٍ
كرسـيِّ سبقٍ في ذُرا الطاعـاتِ
ولسـوفَ يبـرُزُ ألفُ يسٍ لهُم
يُزكِـي اللهيبَ بحومـةِ الثاراتِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق