الثلاثاء، 21 يوليو 2009

حلم الشاعر










حلم الشاعر



عــلامَ الجوى والأسى الحائرُ
وفيمَ النَّوى والهــوى الثائــرُ
أتقضي الحيـاةَ طريدَ الأمانــي
وجرحُـك من سهمهـا غائــرُ
تطـاردُ في الليل أقصى النجومِ
وعزمُـك في صيدها فائـــرُ
بروضٍ بطيبِ الأمانـي العذاب
سقاهن صوبُــك ذا الغامــرُ
يعيشُ بهِ الناسُ فوقَ السحـابِ
وينثرُ زهـرَ المنــى الناثــرُ
فلا الحقـدُ يلقـى بهِ من مجالٍ
ولا البُغضُ يحملــهُ الــوازرُ



ولا الغـدرُ يصدمُ خـلَّ الوفـاءِ
ولا قضَّ مضجعُـهُ الغــــادرُ
ويحيا بهـذى الحيـاةِ الخصومُ
بظـلِّ الـودادِ لهُـم سامـــرُ
فحسبُــك أنك خصبُ الخيـالِ
وفـوق سحـابِ المُنـى طائـرُ
فلسـتَ تنـالَ برغـمِ العنـادِ
سـوى بعضِ ما يدعي الخاسـرُ
وكيف لـزورقِ غضٍ غريــرٍ
نجــاةٌ ، ومـوجُ الرَّدى هـادرُ
لتنعم بما تجتلـي من معــانٍ
وقلبُـك بالمُرتجـى زاخـــرُ
وإن لم تحقق مُحـالَ الرجـاءِ
يكُنْ لك فيــهِ هـوىً آســرُ
ستفـرحُ حين يمـرُّ النَّسيــمُ
ويرقصُ فيهِ شــذىً عاطــرُ





وتسعـدُ عند اجتمـاعِ الغيـومِ
ويهطــلُ وابلُهــا الماطــرُ
وتطـربُ عند انتشـاءِ الطيورِ
فـأنتَ بتغريدِهـــا السائــرُ
وتبقـى بحصنِ الرجاءِ المنيـعِ
فليس يجــاوزهُ العابـــــرُ
وتلقــى بذاتِك رحـبَ الفضاءِ
إذا ضـاقَ في رحبـهِ القاصــرُ
وتصغـرُ عندك شـُمُّ الجبــالِ
لأنـك من فوقِهــا ظاهـــرُ
ويعظمُ عندك مثـلُ الهبـــاءِ
فأنت إلى الغايـــةِ الناظـــرُ
فإن كان حلمُـكَ محضَ الخيـالِ
وأنـك فـي سبخة بــــاذرُ
فحسبُكَ أنكَ رُمـتَ الكمـــالَ
وأنـكَ في عجـزِهم قــــادرُ

وأنك كنتَ تريـدُ الخــلاصَ
وحلمُـك مستطــرَفٌ نــادرُ
يظــلُّ يُراودُ حلمَ الكبــــارِ
بلوغُ المُحــالِ ، هو الساحـرُ
ويمضون في السَّعي أزهى الليالي
ويسهرُ فيمـا هوى الساهــرُ
فجــرِّدْ لغيرِ المُحالِ اليــراعَ
يكـنْ لك فيـهِ جنــىً وافـرُ
فكـم شاقَ غيـرَكَ ذا المستحيلُ
يســوقُ إليــهِ دُجـىً جاسرُ
فحسبُك عشقُ امتطـاءِ القصـيدِ
وأنــك فيــهِ فتــىً آمــرُ
ودع عنـكَ عشقَ الغريبِ المحالِ
يـَـدَعْ عنــك ازْرَاءَهُ الساخرُ
ألا أيهـا المكتفِــى بالكــلاِم
بوجــهِ الحُســامِ ، مَنِ القاهرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق