الثلاثاء، 21 يوليو 2009

هدير الشوق




هدير الشوق





لهذا الشـوقِ في نفسـي هديرُ
أقـلُّ قليلـهِ عنـدي خطيـــرُ
ويبدو للأنــامِ يسيـرَ أمــرٍ
كمـا عندي خطيرهمـو يسيـرُ
هي الأشـواقُ ليسَ لهُنَّ حــدٌّ
يقـومُ بحملِهـا قلـبٌ كبيــرُ
فدُنيـا النَّاسِ أطمـاعٌ وجَمـعٌ
وهـذا الجَمعُ في نَهمٍ يَضيــرُ
بهِ تغــدو النفــوسُ مكبلاتٍ
وأنتَ لِمَـــا تُحبِّذُهُ أسيـــرُ
ولكنْ للـذي عَشِقَ المعالــي
سبـاقٌ لا يُفارقـهُ زفيــــرُ
فمـا طِيبُ الطعـامِ وثـوبُ عزٍّ
ومــالٌ عندهُ أبــداً وفيــرُ
يُعادِلُ أنْ يَـرى في الأُفْقِ بدراً
لهُ في النَّفسِ إشـراقٌ مُنيــرُ
ولا طيراً على الأيكــاتِ تشدو
علـى أثـرٍ لهُ شـوقٌ يسيـرُ
ولا مَرَّ النَّسيمُ بروضِ زهــرٍ
فحمَّلَـهُ الطيوبَ شـذا عبيـرُ
ولا راقَ الحديثُ بصحبِ خيـرٍ
ففاضَ الأُنسُ ليسَ لهُ نظيــرُ
ولا غَمَرَ الرثـاءُ رقيقَ قلــبٍ
إذا دَهَمَ الـورى خَطْبٌ عَسيـرُ
هديرٌ للمعالـي كيفَ تُرقَــى
وكيفَ بدربِهـا يحلـو المَسِيرُ
وهل لصِراعِنا في العيشِ جدوى
وقبل وجودِنـا حُسِمَ المَصيــرُ
ومادامتْ خطـوبُ الناسِ قبـلاً
قضـاءً ما الـذي مِنهـا يُجيـرُ
ولكنَّـا وقــد حُجِبتْ علينــا
فليسَ سِوى العقـولِ لنا تُشيـرُ
وإيمـانٌ بـأنَّ العــدلَ سقفٌ
أقــامَ عِمـادَهُ الحَكَمُ الخَبيـرُ
وشـوقٌ للكمـالِ بكـلِّ أمـرٍ
وهل طلبُ الكمـالَ بِهـا بصيـرُ
ولكــنَّ النفـوسَّ متيمــاتٌ
وكـم طلبَ الـوَزارَاتِ الخفيـرُ
وحسبُكَ أنْ طلبتَ بِهـا كمـالاً
ولـو أنَّ الكمــالَ بِها نذيــرُ
فقـد أنعشـتَ قلبَكَ باشتهـاءٍ
حصيـرُكَ بالمُنـى فـرْشٌ وثيرُ
وشوقٌ للصديقِ غَـدا بِصـدقٍ
صـدوقاً ليسَ فـي وَسَنٍ يُغيـرُ
وليسَ يُصيخُ في السَّراءِ سَمعاً
وفي الضَّراءِ عن شظَفٍ ضريـرُ
وشـوقٌ للبنينَ خلـودَ ذِكْــرٍ
إذا ضَمَّ الفَتـى يومــاً حَفيـرُ
فشـوقٌ ثُم شـوقٌ واشتيـاقٌ
وما بالنفسِ من شـوقٍ غزيـرُ
ولكنْ والفتـى للدهــرِ رهنٌ
فـإنَّ قليـلَ ما يرجـو كثيــرُ
فـإنْ يكُنْ اشتياقُكَ ليسَ يُجدي
فحسبُـكَ ذلك النَّزقُ المُثيـــرُ
وأنَّكَ والعبـادُ بغيــرِ شـوقٍ
رعايـا، أنتَ بالشـوقِ الأميـرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق