الثلاثاء، 21 يوليو 2009

ولا يزال النهر مستمر فى العطاء














نتشرف بتقديم مدونه الشاعر العربي الكبير


حسن متولى عبيد




ديوان / فيض الشجون
نتمنى ان تسعدوا معنا بباقة من اجمل الاشعار التى قدمها لنا
الشاعر العربي الكبير
حسن متولى عبيد
مع خالص تحياتي
مدير قسم المدونات
الشاعر / محمد الصاوي
0107327626

فيض الشجـــــون


فيض الشجـــــون



شعر

حسن متولي عبيد



الديــوان: فيض الشجون
الشاعـــر: حسن متولي عبيد
الناشــــر: دار بلال للطباعة والنشر
الطبعــة : الأولى ‏2008‏‏
الغـــلاف : الفنان / وحيد البلقاسي
المدونه : الشاعر / محمد الصاوي محمد
رقـم الإيــداع: 16883/2008
الترقيم الدولي I.C.B.N: 977-5184-27-4

إهــــــداء

إهــــــداء


إلى أمي وروح أبـي..

وصلا بالدوحة، ومعراجا للقبول

إلى زوجتي وأولادي..

عشا للدفء، ومنطلقـا للتحليق

حسن متولي عبيد

مقدمة


مقدمة


الشعر هبة السماء.
مرآه النفس ، واختلاج المشاعر ، وإعادة تشكيل الحياة على الصورة التي أنفق المفكرون والفلاسفة أعمارهم يحلمون بها، ويسعون إلى تحقيقها، صحيح إنهم لم ينجحوا، ولكن حسبهم أنهم كانوا يريدون الأفضل والأجمل.
والشاعر لا يختار نفسه، بل يختاره القدر، عندما يجد فيه تربة صالحة للإنبات والإثمار.
والشعر ليس ترفا للشاعر، وإن اعتبره الآخرون كذلك، فهو عبء ثقيل وهم مقيم... نعم، فإن الشاعر الحقيقي يحمل رسالة، ويقوم بمهمة شاقة، إنه أكثر الناس وأسرعهم تأثرا بما يدور في نفسه ومن حوله، إن أوتاره المرهفة المشدودة سريعة الاستجابة، شديدة التأثر ومن هنا يأتي همه الدائم وعناؤه المقيم.
والشاعر الحقيقي مفكر مع كونه شاعرا، أو قبل أن يكون شاعرا.
أما الذين يرون الشعر تهويما وسباحة في الأوهام وأنهم يكتبون في حالة من اللاوعي، وأن القصيدة هي التي تكتبهم، وليس العكس فلا أظن أنهم صادقون في ذلك، وإن كانوا صادقين فإن المصيبة تكون أعظم.
وموضوعات الشعر تشمل الحياة كلها، فليس ثمة موضوع يصلح للشعر دون غيره، ولكن العبرة بالطريقة التي يتناول الشاعر بها الموضوع، والصورة التي يعبر بها عن رؤيته.
وليس هناك كذلك – في رأيي على الأقل- شعر مناسبات وشعر بلا مناسبة، ذلك أن أي خاطر أو باعث على الكتابة إنما هو مناسبة بحد ذاته، وليست المناسبة بالضرورة عرسا أو مأتما، وحتى هذه فإن العبرة تظل دائما بإنسانية التناول وجمالية الأداء، فالمتنبي كان شاعر مناسبات بالدرجة الأولى، لكنه كان ينطلق من خصوصية المناسبة إلى آفاقها الإنسانية الرحبة.
وثمة نفر ممن ينصبون أنفسهم أباطرة على عرش الأدب، يمنحون صكوك الشاعرية على من يرضون عنهم، وينسجون على مناولهم، ويحرمون غيرهم من دخول فردوس الشعر، يفعلون ذلك في الوقت الذي ينعون فيه ضياع قيم الحرية في الاختلاف وغياب الاستقلالية في الرأي.
لقد صار الشعر العمودي – وهو بالمناسبة أبو الشعر- صار يستجدي مكانا له بين أشكال الشعر الأخرى، أي إن الوالد أصبح يلح على ولده ليعترف الأخير به.
ولو أن هؤلاء قد عابوا على الشعر العمودي سطحية بعض شعرائه وجفاف تناولهم، لكنا أول من يشد على أيديهم، ولكنهم يصمون أذانهم، ويغمضون أعينهم عنه لمجرد كونه شعرا عموديا، إما استخفافا به، أو خوفا من أن يفاجئهم بجودة لا تهواها أنفسهم. إن الهجوم على الشعر العمودي تزداد خطورته عندما يتعدى مجرد الاختلاف على شكل من أشكال التعبير، إلى الاختلاف بين مضمونين حضاريين، ينتمي أحدهما إلى هذه الأمة ولا نعرف إلى أية جهة ينتمي الآخر.
وخلاصة القول، فإن الشاعر الحقيقي هو الذي يمتلك الرؤية الثاقبة للكون والحياة ويعبر عنها بصورة طريفة، وهو المعبر عن نفسه والناس جميعا، حاملا لهمومهم، معبرا عن أشواقهم، مستخدما في ذلك ما أمكنه من أدوات التعبير والتأثير.
وهو في ذلك لن يعدم من يشيدون بفنه، ويعجبون به، ولن يعدم كذلك من لا يروقهم إنتاجه مهما تخلى عما يرونه مغايرا لمذهبهم الشعري وطرائقهم في التعبير.
لقد جمعت هذه الأشعار نزولا على رغبة زملائي وأصدقائي بأن تكون هكذا في كتاب، ولعلي بذلك قد أرضيتهم أملا أن تنال إعجابهم وإعجاب غيرهم، وإلا فإني قد حققت لنفسي شيئا من الرضى، عندما أترنم بها في خلوتي، أو مع أصدقائي، أو وأنا سائر على جنبات الطريق.

حسن متولي عبيد

لمـاذا الـحزن




لمـاذا الـحزن





لماذا الحـزنُ والدنيـا تـدورُ
ولا ألـمٌ يــدومٌ ولا ســرورُ
ستشرقُ في ظلامِ اليأسِ شمسٌ
ويمـرحُ في رُبـا الأكـوانِ نورُ
ويَـروي حُرقةَ الظمـآنِ فيضٌ
ويعصفُ بالأسـى المضني حُبورُ
ويرفُـلُ في نسيجِ الزَّهرِ حقـلٌ
وترقصُ في ثيـابِ السَّعـدِ دورُ
فلا تحـزنْ إذا ما الصَّحبُ ولَّوْا
يكُنْ لك منـكَ بعدهمـو سميـرُ
أو الدنيــا وقـد قلبتْ مجنَّـاً
فلم يأمــنْ لها يومـاً خبيــرُ
أو الأسقـامُ قد أذِنتْ بحــربٍ
ستخمـدُ بعدما أخــذتْ تثـورُ
أو الأحــلامُ لم تفلــحْ بدربٍ
فقد تكـبو إذا غُــزَّ المسيـرُ
تأملْ جانبَ الإشــراقِ فيهــا
ترَ الخيـراتِ تُهديها الشــرورُ
تجدْ كلَّ الـذي بالكونِ يحيــا
لهُ يُدنيك في القُربـى مصيــرُ
ستفـرحُ إن أصابَ الناسَ خيرٌ
وتحـزنُ إن دَهـَتْ أحـداً أمورُ
وترثِـي للضعيفِ وليس يقـوى
وتسعـدُ للقـوي لـهُ زئيـــرُ
أحِبَّ النـاسَ إنَّ الحـبَّ فرضٌ
وبُغضُ النـاسِ إجـرامٌ كبيــرُ
فكم بالحـبِّ صار الخَصمُ خِـلاً
وأطفـأَ حـقدَهُ الأدبُ الوفيــرُ
وكم بالبُغضِ قد أجَّجْتَ حقــداً
لهُ في هــذه الدنيــا سعيـرُ
يضيءُ الحبُّ في الظلمات شمساً
وتُوصَـلُ بين ما انقطعَ الجسورُ
إذا أحببت كلَّ النـاسِ تبقــى
بهذا الكــون تنفحُـكَ العطـورُ
ولا يَبقـى لأحـزانٍ فــروعٌ
ولا تبقــى لأحقــادٍ جــذورُ
وتنعـمُ ما حيِيتَ بفيضِ حُـبٍّ
يطيبُ اللــبُّ ، تأتلقُ القشـورُ
فما للحُزنِ إن تحـزنْ ثــوابٌ
وما للمغرمين بــهِ أجـــورُ
سِـوى أن يحصُدوا بالهمِّ إثماً
سِـوى بالحزنِ تمتلىءُ الصُدورُ
لمـاذا الحـزنُ والأطيارُ تشدو
وفـوق رؤوسِها حَكَمَتْ صقـورُ
لماذا الحزنُ والأنهـارُ تجـري
وكـم بطرِيقها عَرَضـتْ صُخورُ
لماذا الحزنُ والأزهارُ تُهــدي
برغمِ الشوكِ ، ما احتجبتْ عطورُ
لماذا الحـزنُ والأقـدارُ تَمضي
وفـاز شكُورُها ، سَخِطَ الكفـور
فرجِّ الخيـرَ تلقَ الخيـر يأتـي
وإن لم يـأتِ ، أسْعَـدَكَ الشُعورُ
وخـلِّ الحـزنَ ، لا يقتُلْك وهماً
لتقـوَى إنْ دهـاكَ فـلا يَضيـرُ
وكُنْ صُلبـاً قـوىَّ البأسِ جَلْداٌ
وقـل : أنا دائما أسـدٌ جسـورُ
ستـربحُ إنْ صبَـرتَ ولم تولِّ
ويُكتبُ فـي صحيفتِك " الصبورُ "
فلا تَحـزنْ ، ولا تَعبـأْ بحـزنٍ
وبالأفــراحِ دُنيانــا تَمُــورُ

هدير الشوق




هدير الشوق





لهذا الشـوقِ في نفسـي هديرُ
أقـلُّ قليلـهِ عنـدي خطيـــرُ
ويبدو للأنــامِ يسيـرَ أمــرٍ
كمـا عندي خطيرهمـو يسيـرُ
هي الأشـواقُ ليسَ لهُنَّ حــدٌّ
يقـومُ بحملِهـا قلـبٌ كبيــرُ
فدُنيـا النَّاسِ أطمـاعٌ وجَمـعٌ
وهـذا الجَمعُ في نَهمٍ يَضيــرُ
بهِ تغــدو النفــوسُ مكبلاتٍ
وأنتَ لِمَـــا تُحبِّذُهُ أسيـــرُ
ولكنْ للـذي عَشِقَ المعالــي
سبـاقٌ لا يُفارقـهُ زفيــــرُ
فمـا طِيبُ الطعـامِ وثـوبُ عزٍّ
ومــالٌ عندهُ أبــداً وفيــرُ
يُعادِلُ أنْ يَـرى في الأُفْقِ بدراً
لهُ في النَّفسِ إشـراقٌ مُنيــرُ
ولا طيراً على الأيكــاتِ تشدو
علـى أثـرٍ لهُ شـوقٌ يسيـرُ
ولا مَرَّ النَّسيمُ بروضِ زهــرٍ
فحمَّلَـهُ الطيوبَ شـذا عبيـرُ
ولا راقَ الحديثُ بصحبِ خيـرٍ
ففاضَ الأُنسُ ليسَ لهُ نظيــرُ
ولا غَمَرَ الرثـاءُ رقيقَ قلــبٍ
إذا دَهَمَ الـورى خَطْبٌ عَسيـرُ
هديرٌ للمعالـي كيفَ تُرقَــى
وكيفَ بدربِهـا يحلـو المَسِيرُ
وهل لصِراعِنا في العيشِ جدوى
وقبل وجودِنـا حُسِمَ المَصيــرُ
ومادامتْ خطـوبُ الناسِ قبـلاً
قضـاءً ما الـذي مِنهـا يُجيـرُ
ولكنَّـا وقــد حُجِبتْ علينــا
فليسَ سِوى العقـولِ لنا تُشيـرُ
وإيمـانٌ بـأنَّ العــدلَ سقفٌ
أقــامَ عِمـادَهُ الحَكَمُ الخَبيـرُ
وشـوقٌ للكمـالِ بكـلِّ أمـرٍ
وهل طلبُ الكمـالَ بِهـا بصيـرُ
ولكــنَّ النفـوسَّ متيمــاتٌ
وكـم طلبَ الـوَزارَاتِ الخفيـرُ
وحسبُكَ أنْ طلبتَ بِهـا كمـالاً
ولـو أنَّ الكمــالَ بِها نذيــرُ
فقـد أنعشـتَ قلبَكَ باشتهـاءٍ
حصيـرُكَ بالمُنـى فـرْشٌ وثيرُ
وشوقٌ للصديقِ غَـدا بِصـدقٍ
صـدوقاً ليسَ فـي وَسَنٍ يُغيـرُ
وليسَ يُصيخُ في السَّراءِ سَمعاً
وفي الضَّراءِ عن شظَفٍ ضريـرُ
وشـوقٌ للبنينَ خلـودَ ذِكْــرٍ
إذا ضَمَّ الفَتـى يومــاً حَفيـرُ
فشـوقٌ ثُم شـوقٌ واشتيـاقٌ
وما بالنفسِ من شـوقٍ غزيـرُ
ولكنْ والفتـى للدهــرِ رهنٌ
فـإنَّ قليـلَ ما يرجـو كثيــرُ
فـإنْ يكُنْ اشتياقُكَ ليسَ يُجدي
فحسبُـكَ ذلك النَّزقُ المُثيـــرُ
وأنَّكَ والعبـادُ بغيــرِ شـوقٍ
رعايـا، أنتَ بالشـوقِ الأميـرُ

شرف انتساب

شرف انتساب
اعتزازا بالانتساب للدوحة الهاشمية




خَرَجتَ من الترابِ إلى السحابِ
بنيْلكَ في الورى شَـرَفَ انتسابِ
لدوحـةِ هاشـمٍ لعظيمِ أصـلٍ
فزدتَ من الكرامةِ في النصــابِ
وهل كمحمـدٍ شـرفٌ ومجـدٌ
هـززتُ إليهِ في شغفٍ رِكابـي
ويا حـظَّ الحصاةِ بذي الفيافـي
حَبَتهـا أنجـمٌ كـرَمَ اقترابــي
ويا للهِ حيـــنَ تَفيضُ شمسٌ
علـى الظلمـاءِ بالألقِ المُـذابِ
وهل مثـلُ القِفــارِ وقد تبدَّتْ
حدائقَ جمَّلتْ وجـهَ التُّـــرابِ
كسـاها الوابلُ المِــدْرارُ ثوباً
قشيبـاً ، غيَّرت خَلِقَ الثيــابِ
لمثلكَ حَقُ أنْ يختـالَ فخــراً
يمــرغَ خـدَّهُ بكـريمِ بــابِ
أصابكَ ذلك الشــرفُ المُفدَّى
وهامُك قـد عـلا هِمَمَ الرقـابِ
فعندكَ في صُـروف الدهرِ حصنٌ
وإنْ عضَّ الجـوى بحديدِ نـابِ
ولكن ليسَ ينفــعُ ذا أصـولٍ
تـوانٍ ، إنْ بَدَتْ سُودُ الحِـرابِ
إذا لم يستعِـدَّ لهـــولِ خَطْبٍ
ولم يلِـجِ الوغى عطرَ الخِضَابِ
إذا هو حينَ كشَّـرَ عن نيـابٍ
زمـانٌ ، لم يُكشِّرْ عن نيــابِ
إذا لمَّــا بدا للمجـــدِ سبقٌ
توانـى يرتضـي ذُلَّ الإيــابِ
إذا لم يبتــدِرْ عزمـاً وحزماً
وكان الفعـلَ ، معسـولُ الخطابِ
ومَنْ لم يأتذرْ في سُوح جِــدٍّ
تلقَّفَ ما يفيضُ مـن الذئــابِ
ومَنْ يكُ فخرُهُ من غيـرِ فعـلٍ
فقد طلـبَ القشورَ بـلا لُبــابِ
ورُودَكَ منهَلَ الأشـرافِ مجـدٌ
فزاحِـمْ بالـدلاءِ على الشَّـرابِ
وكُل تقـاعسٍ عيبٌ وعجـــزٌ
يجـرِّعكَ الأسـى من مُرِّ صابِ
وكم وَزَعَ الغبـاءُ من ارتقـاءٍ
وقد تُضْطَـرُّ حينـاً للتغابـــي
حنانَـك سيدَ الأكــوانِ إنـي
بما لِـي منـكَ مـرفوعُ الجنابِ
وأعلـمُ أن دينَ اللهِ عـــدلٌ
يُساوي الناسَ في سُوحِ الحسابِ
وإنْ أنا لم يكُنْ في اللهِ عزمي
مع النسبِ الشريـفِ أنَلْ عقابـي
فَشرُّ النــاسِ مَنْ لم يرعَ حقاً
لربِّ الكـونِ ، منتهِكَ الحِجَـابِ
ولكنِّــي ولــي فيكَ انتسابٌ
يُعيدُ إليَّ فــي هِــرَمٍ شبابـي
أطيرُ سعـادةً ، وأتيهُ فخــراً
وأرجــو أنْ يُضـاءَ بهِ كتابـي
إذا أعملتُـهُ مهمـازَ خيلــي
بسبـقٍ ليسَ صاحبُـهُ يُحابــي
وإني إنْ جمعـتُ إلى انتسابـي
إليك الصــدقَ ، يا حُسْنَ المآبِ
سلامـاً سيدَ الأشرافِ إنـــي
أسيرُ شفاعةٍ من سـوءِ عابـي