الثلاثاء، 21 يوليو 2009

إلى مصــــــر





إلى مصــــــر





لمصــرِ العزيــزةِ في ذِمتي
صُنـوفٌ من الفضـلِ والنِّعمـةِ
وليسـتْ تمُـنُّ بفيضِ العطـاءِ
فكـم يفسُـدُ البـذلُ بالمِنَّـــةِ
فمنها رَشَـفْتُ رحيـقَ الحيـاةِ
وفيهــا ظلالــيَ في الوَقـدةِ
ومهـدُ الطفـولةِ في حِضنِهـا
وعهـدُ الصبابـــةِ والصَّبـوةِ
دمــاءُ الشرايينِ من نيلِهــا
سَـرَتْ مِنْ شرايينــهِ العذْبـةِ
ولقمـةُ عيشيَ مِـنْ أرضِهــا
وكم ذا تجـودُ على النُّـــدرَةِ
مسـارحُ لهـويَ في سُوحِهـا
وفيهــا كـذاك شَبَـا عَزْمتِـي
وفيهـا قـرأتُ كتابَ الحيــاةِ
تجلـى سطـوراً على صفحتـي
وفيهـا عَـرفتُ انطلاقَ الزمانِ
إلى الكـونِ قـد هَبَّ من موتـةِ
ومنهـا استُهـلَّ انبعاثُ الضياءِ
إلى النـاسِ أهـوتْ إلى ظلمـةِ
رأيتُ بأهرامِهـا المعجــزاتِ
مثـاًلا من الفـنِ والرَّوعـــةِ
وليسـتْ على مرِّهـنَّ الليالـي
يــَزدنَ البنــاءَ سِـوى قوةِ
وعاشَ بِهـا الأنبيـاءُ الكـرامُ
وأثنــى عليهـا عُلا الصَّفـوةِ
وقـالَ بِها الجُنـدُ خيرُ الجنـودِ
فهُـم فـي رباطِ علـى الثغـرةِ
وقـادَ صــلاحٌ لدينٍ رجـالاً
بحطينَ أهـوتْ علـى الكثــرةِ
ومنهـا اندحــارُ التتارِ الدمارِ
بأيـدي الكـرامِ مـن الفتيــةِ
وقد كان أزهرُهـا في الزمـانِ
منــارَ العلـــومِ ، وكالقبلـةِ
ويـومَ العبـورِ المجيدِ استعادَ
الرجـالُ الذي ضـاعَ ، في غفلةِ
أعادوا لمصـرَ اقتداراً ومجـداً
فأوصـلَ ما كــانَ باللحظــةِ
وهل بالذي " كان" يحيـا العِبـادُ
وهـمْ بعد عليـاءَ بالوهـــدةِ
وهل ينفـعُ العاجـزينَ الرجاءُ
بـلا أيِّ حـولٍ ، ولا حيلـــةِ
وهـل يُمطرُ الجوُّ خُبـزَ الجياعِ
ولم يزرعــوا الأرضَ بالحِنطةِ
تخيبُ الأمانـي بغيرِ الغِــلابِ
مع الصعـبِ يـزأرُ في الحلْبـةِ
فقوموا بني مصـرَ هـذا الأوانُ
لسعــيٍ حثيثٍ إلى النهضــةِ
بعَــوْدٍ حمـيدٍ ، وعـزمٍ أكيدٍ
إلى المجــدِ ، قد برِئت ساحتي
ببذلـيَ نُصـحَ الوفـيِّ الأمينِ
لشعــبٍ كريـمٍ إلـى إخوتـي
وليسَ كصـدقٍ لخـلٍّ صـدوقٍ
نصيـرٌ ، وإن كـان في قسـوةِ
إلى المجدِ غُزِّي بـلادي المسيرَ
فغيـرُك قـد صـارَ للغايـــةِ
فبالعـزمِ لا يستحيـلُ الرجـاءُ
وأما الشقـاءُ ففـي الكبـــوةِ
أعيـدي بـلاديَ خفقَ البنـودِ
ليخفقَ قلبــيَ من فرحتـــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق